كلمة مقابل سنة سجن... - نسيم الروح

728x90 AdSpace

Trending

كود اعلان

 alt=
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

كلمة مقابل سنة سجن...

 






🌧️ *حين يهطل الكلام*


في إحدى الشركات الكبرى، ألقت شابة اتهامًا ثقيلًا على زميلها في العمل.  

قالت إنه تحرّش بها داخل المصعد، يومًا كانا فيه وحدهما.  

لم يكن في قلبها خوف، بل رغبةٌ جامحة في لفت الأنظار، وسط همسات زميلاتها.  

لحظة تافهة من العبث، لم تُدرك حينها أنها زرعت عاصفة لا تهدأ.


انتشرت القصة كالنار تتغلغل في الهشيم،  

الوجوه تغيّرت، والعيون أصبحت ميزانًا لا يرحم،  

وفي أعين البعض، تحوّل الشك إلى يقين،  

حتى أُوقِف الشاب عن عمله، وأُحيل إلى التحقيق.


مرّت الأيام بثقلٍ لم تعرفه ساعات الزمن من قبل،  

ثم ظهرت الحقيقة…  

كاميرات المراقبة كشفت البراءة،  

لا يد امتدت، ولا كلمة نُطِقت، ولا نظرة شاردة وُجدت.


عاد الشاب إلى مكتبه، لكن الصوت الذي لطّخ سمعته لم يسكت،  

الهمس استوطن الأروقة،  

والثقة التي كانت تطوّقه، أصبحت عباءة مثقوبة لا تقيه حرّ الظنون.

استُدعيت الشابة إلى المحكمة.  

وقفت أمام القاضي بارتباكٍ وخوفٍ، تترقّب الغفران…  

لكن القاضي نطق بالحكم دون مقدمات:

**"سنة كاملة في السجن."**

تجمّدت، وصرخت بدهشة:  

– "لكنني لم أمسّه… فقط قلت كلامًا! لم أؤذِه بيدي!"


فنظر إليها القاضي وقال بهدوء يشبه صوت المطر:  

– "هل يمكنكِ أن توقفي المطر إن بدأ يهطل؟"


ردّت بتعجّب:  

– "لا… هذا مستحيل."


أجاب القاضي:  

 "كذلك الكلام السيئ…

حين ينزل على الناس، لا يوقفه أحد.

يهطل كالمطر على الجروف،

يختلط بالكذب، ويتشربه الصخور،

فيجتمع، ويتحوّل إلى واديٍ هائج من الشائعات،

يجرف كل ما هو في طريقه…

يهدم البيوت، وينحت سمعة الأبرياء كما ينحت الماء الصخر.


  "ما فعلته لم يكن مجرّد كلمات…

بل رصاصة خرجت من فمك، لا يمكن ردّها،

ولا تحويل مسارها بعد إطلاقها…

والرصاص لا يعتذر حين يصيب."

"وهذا ما لن يتركه القانون بلا حساب...

ولا الضمير أيضًا."



---


كلمة مقابل سنة سجن... Reviewed by قصة on يوليو 21, 2025 Rating: 5   🌧️ *حين يهطل الكلام* في إحدى الشركات الكبرى، ألقت شابة اتهامًا ثقيلًا على زميلها في العمل.   قالت إنه تحرّش بها داخل المصعد، يومًا كانا ف...

ليست هناك تعليقات: