عندما تتنازل عن هويتك تصبح دجاجة..
في مزرعةٍ هادئة، وقف ديكٌ شامخ بين صراع الحق والخوف، معلنًا الأذان في وجه الذل. لكن عندما بدأ يتنازل عن المبدأ، فقد صوته وكرامته... وتعلّم أن الشجاعة هي السبيل الوحيد للثبات على الحق، مهما كان الثمن.
كان يا ما كان، في قديم الزمان، ديكٌ جميل يعيش في مزرعةٍ صغيرة.
كان هذا الديك يستيقظ كلّ صباحٍ قبل الفجر، ويؤذّن بصوتٍ عالٍ ليوقظ الناس.
وفي أحد الأيام، جاء صاحب المزرعة غاضبًا وقال له:
"أيّها الديك! إن أذنتَ مجدّدًا، سأنتف ريشك!"
فخاف الديك، وسكت...
وقال في نفسه: "سأصمت لأحمي نفسي،
ومنذ ذلك اليوم، توقف عن الأذان.
مرّت أيامٌ كثيرة، وعاد صاحب المزرعة وقال له:
"أيّها الديك! إن لم تصِحْ مثل الدجاج، سأذبحك!"
فكّر الديك قليلًا، وقال في نفسه: "لا بأس، سأقلّد الدجاجات كي لا يؤذيني."
وبدأ يصيح مثلها، حتى نسي الناس صوته الحقيقي.
ومرت أسابيع...
ثم جاءه صاحب المزرعة قائلًا:
"الآن، إن لم تبيض مثل الدجاج، سأذبحك غدًا!"
جلس الديك حزينًا، لا يستطيع أن يبيض، ولا أن يعود كما كان.
وبكى، وقال:
"ليتني متّ وأنا أؤذّن... فالموت بكرامة، خيرٌ من حياةٍ مليئةٍ بالخوف والمذلة."
---
ليست هناك تعليقات: