لماذا يختفي الحب بعد الزواج؟
السر الذي لا يخبرك به أحد
كم من حبٍّ بدأ كالحلم، ثم ذبل بعد الزواج؟ كم من نظرة كانت تملأ القلب دفئًا، أصبحت اليوم باردة لا حياة فيها؟ السرّ بسيط… لكنه مؤلم: معظم علاقاتنا تُبنى على أسباب مؤقتة.
لماذا تنهار كثير من العلاقات؟
نقطة البداية أن كثيرًا من الحب قائم على صفة أو فائدة:
. أحبك لأنك جميلة ومهتمة. (ماذا لو أهملت نفسها يومًا؟)
. أحبك لأنك ناجح وكريم. (ماذا لو مررت بأزمة مالية؟)
. أحبك لأنك تجعلني سعيدًا. (ماذا لو صدر منها ما يحزنك؟)
هذا الحب هشّ، لأنه مرتبط بصفات وأفعال متغيرة. عندها ينهار هذا النوع من الحب، لأنه لم يُبنَ على أساس ثابت، فمن أحبك لشيء، سيكرهك حين يتلاشى ذلك الشيء — لأن حبه لم يكن لك، بل لما وجد فيك.
هو حب يقف على أرض مهتزة، ومع أول ريح، يسقط.
الحل: أن تحب في الله
هل جرّبت يومًا أن تحب زوجك أو زوجتك في الله؟ أن تحبه لا فقط لما يعطيك، بل لأن الله وضعه في طريقك، وجعله أمانتك، وجعل الإحسان إليه بابًا من أبواب الجنة لك؟
الفرق بين نوعين من الحب
- الحب في الشخص: يركز على "ماذا أخذتُ منه؟" (سعادة، اهتمام، متعة).
- الحب في الله: يركز على "كيف أعامله بما يرضي الله؟" (رحمة، صبر، إحسان).
كيف يبدو "الحب في الله" على أرض الواقع؟
عندما تُخطئ في حقك: تتذكر أن "العافين عن الناس" لهم أجر عظيم، فتسامح ليس لأنها تستحق، بل لأنك ترجو عفو الله.
عندما يمرض أو يضعف تخدمه ليس فقط بدافع العاطفة، بل بنية أن "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته".
عندما تراه مقصرًا: تنصحه بلطف ليس لتنتصر عليه، بل لأن "الدين النصيحة" وأنت مسؤول عنه أمام الله.
عندما تشعر بفتور المشاعر: تستمر في الإحسان والمعاشرة بالمعروف، ليس لأنك "تشعر بالحب"، بل لأنك "تطيع أمر الله".
المفارقة العجيبة: عندما تحب في الله، تتحرر سعادتك من تقلبات الآخر — وتصبح مرتبطة بعلاقتك أنت مع الله.
ماذا يحدث بعد ذلك؟
حين يرى شريكك هذا المستوى من الإحسان غير المشروط، يلين قلبه ويبادلك الفعل، فتتحقق الوصية القرآنية:
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
التأليف بين القلوب هو فعل إلهي، يأتي نتيجة طاعة الله وسلوك الإحسان. لذلك:
لا تسأل "هل يستحق حبي؟"... بل اسأل "هل علاقتي به ترضي ربي؟"
خاتمة: حب لا تقتله الأيام
فالحب الذي يُزرع في الله لا تقتله الأيام، ولا تُطفئه الخلافات، لأنه متصل بمن لا يتغيّر أبدًا.
ارسل هذه الرسالة إلى شريكك اليوم — لتضمنا حبًا يدوم، مُباركًا ومصونًا.
شارك المقال الآن
0 تعليقات