حين يشرب البحر ويخاف من فنجان قهوة
📜 مقدمة تأملية
في هذا المقال، نبحر معًا في تأمل عميق حول الحب...
نقرأه بعين القلب والعقل، كما صوّره الله في كتابه، لا كما صوّرته القصص والأفلام.
هل نحب حقًا؟ أم أننا فقط نتغنى بكلمات لم نفهم معناها؟
"حين يشرب البحر ويخاف من فنجان قهوة"
قال لها:
"أحبك... ولا أستطيع العيش بدونك. سأفعل المستحيل من أجلك… حتى إني مستعد أن أشرب البحر من أجلك."
ابتسمت، وقالت له:
"لا حاجة لشرب البحر من أجلي… فقط فنجان قهوة مع أبي يكفي."
ومنذ ذلك اليوم… اختفى.
ولم يُعثر له على أثر.
لماذا اختفى الحب عند ذكر الأب؟
كيف أصبحت حلاوة القهوة أمرّ من ملوحة البحر؟
هل كان ذلك الحب مجرد كلمات؟
أم أنه لم يكن موجودًا أصلًا؟
ربما... علينا أن نعيد التفكير في فهمنا للحب.
هل نعرف الحب حقًا؟
فإن كان هذا هو الحب الذي نتغنّى به... فلماذا إذًا لم تكتمل أعظم قصص الحب في التاريخ؟
روميو وجولييت… قيس وليلى… عنترة وعبلة…
كلهم أحبوا بصدق، لكنهم لم يتزوجوا.
فهل العيب في المحب؟
أم في المحبوب؟
أم أننا ببساطة... لا نفهم الحب كما يجب؟
💡 حين نبحث عن الحب في القرآن...
لا نجده بين رجل وامرأة
ولو تأملنا في كتاب الله، لوجدنا أن كلمة "الحب" لم تُذكر بين رجل وامرأة في سياق مشروع،
بل جاء ذكرها مرةً واحدة فقط، في سياق فتنة محرمة.
قال تعالى عن امرأة العزيز:
﴿قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا﴾
مدهش… أن يُذكر الحب لا في ظل علاقة شرعية، بل في قلب شهوة خاطئة.
كأن الله يقول لنا بلطفٍ خفي:
الحب الذي يتسلل من النوافذ، لا يسكن البيوت.
لا يقيم علاقة، ولا يصنع قدرًا،
بل يترك في الروح شرخًا لا يُرمم.
🌱 ليس كل من قال "أحبك"… يعنيها
لو فهمنا الحب على حقيقته،
لعلمنا أنه لا يُولد في المقاهي ولا في الطرقات،
بل هو وردة لا تُزرع إلا في أرض الزواج،
ولا تُسقى إلا بماءٍ نقي…
لا بماء الفاحشة،
ولا برسائل الليل الجريئة،
ولا بالمكالمات التي تُطفأ فيها الأنوار، ويُخدش فيها الحياء.
📜 ماذا قال الله عن الحب داخل الزواج؟
رغم سموّ الحب، وعِظم منزلته في مشاعر البشر،
إلا أن الله لم يذكره صراحةً حين تحدث عن العلاقة الزوجية.
بل أشار إلى ما هو أعمق وأبقى...
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾
كأن الله أراد أن تُبنى البيوت لا على اندفاع المشاعر،
بل على توازن المودة، وعمق الرحمة.
كأنهما الأرض والسماء… الليل والنهار…
بهما فقط تستقيم الحياة الزوجية.
💬 الحب لا يكفي وحده
أما الحب… فهو بذرة.
لا تُغرس إلا في أرض الزواج،
ولا تُسقى إلا بماء المودة والرحمة.
فإن وجدت من يرعاها… زهَرت.
وإن أُهملت، … ذبلت، قبل أن تكتمل لها الفصول.
"ما كتبته هنا ليس إلا محاولة لفهم الحب… كما أراده الله، لا كما صورته لنا الأفلام المدبلجة."
الكاتب: سعيد أيت القايد
المدونة: نسيم الروح
ليست هناك تعليقات: