كود اعلان

مساحة اعلانية احترافية

آخر المواضيع

حياة الرضى

قصة عن القناعة والرضا - نسيم الروح

🌿 حياة الرضى 🌿

المقدمة

في حياة كل إنسان، تمر لحظات يختبره الله فيها، بين الفرح والحزن، والزيادة والنقصان. قد نظن أحيانًا أن الأرزاق تأتي من الناس أو تذهب بأفعالهم، لكن القلوب المؤمنة تعلم أن كل ما يصل إليها إنما هو بتقدير العزيز الرحمن.

القصة

كان هناك شاب فقير، لكنه غني بروحه ورضاه، يعيش مسؤولًا عن أمه العجوز وزوجته الصغيرة. كان يعمل خادمًا عند أحد التجار، يؤدي عمله بإخلاص لا يعرف الكسل، ويجتهد في كل مهمة كأنها أمانة بين يديه.

وذات يوم، تغيب عن عمله لأول مرة. جلس التاجر يفكر: "ربما غاب طمعًا في زيادة راتبه، سأعطيه دينارًا زيادة حتى لا يذهب إلى غيري."

وفي اليوم التالي، عاد الشاب، فأعطاه التاجر راتبه ومعه دينار إضافي. أخذ الشاب المال بصمت، دون سؤال أو تعليق.

ومرت الأيام، حتى غاب مرة أخرى. هذه المرة غضب التاجر وقال: "سأنقص الدينار الذي زدته له!" وفعل ذلك، لكنه لاحظ أن الشاب استلم المال بصمت، كما فعل من قبل.

لم يملك التاجر إلا أن يسأله متعجبًا: – زدتك فلم تتكلم، وأنقصتك ولم تتكلم، لماذا؟

ابتسم الشاب ابتسامة هادئة وقال: – في المرة الأولى التي غبت فيها، رزقني الله مولودًا، فكان سبب غيابي. وعندما أعطيتني الزيادة، قلت في نفسي: هذا رزق جاء مع مولودي. أما في المرة الثانية، فقد ماتت أمي رحمها الله، فكان ذلك سبب غيابي. وعندما أنقصت الدينار، قلت: هذا رزقها قد ذهب بذهابها.

الخاتمة

ما أوسع صدر القناعة، وما أصفى قلب الرضا! إن الرزق ليس بيد تاجر أو صاحب عمل، وإنما بيد من يقول للشيء "كن" فيكون. فطوبى لمن أيقن أن الزيادة فضل من الله، والنقصان امتحان من الله، وأن كل ما كتب له سيصل، وكل ما لم يُكتب له لن يناله مهما سعى.

إرسال تعليق

0 تعليقات

مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية