الله يرانا يا أبي... - نسيم الروح

728x90 AdSpace

Trending

كود اعلان

 alt=
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الله يرانا يا أبي...


قصة قصيرة مؤثرة عن الرقابة الإلهية، والضمير، والبراءة التي تُحرج الكبار. مشهد بسيط، لكنه يهزّ القلوب ويوقظ النائم فينا.





(  مهنة أبي )


كان طفل ذكيّ، كثير الأسئلة، لا يترك فرصة إلا ويطرح على والده سؤالًا واحدًا يتكرر دائمًا:

> ــ أبي، ما هي مهنتك؟
لكن الأب كان يبتسم ويجيبه في كل مرة:
ــ عندما تكبر سأخبرك… الآن ما زلت صغيرًا، ولن تفهم طبيعة عملي.

مرت الأيام، وكبر فضول الطفل أكثر.

في إحدى الليالي، كان الأب ينادي ابنه لتناول العشاء، لكن الأم أخبرته بأن الطفل حزين، وقد قال فجأة:
> ــ لا أريد أن أذهب إلى المدرسة بعد الآن!

قلق الأب، وذهب إلى غرفة ابنه وسأله:
> ــ ما بك يا بني؟
لماذا لا تريد أن تذهب إلى المدرسة؟
ظل الطفل صامتًا، لكن بعد إلحاح طويل، نطق وهو يحبس دمعته:

> "اليوم طلبت منا المعلمة أن نخبرها عن مهنة آبائنا، وعندما جاء دوري لم أجد ما أقول سوى: لا أدري…
ضحك أصدقائي وسخروا مني!
لن أعود إلى المدرسة حتى تخبرني، ما هي مهنتك يا أبي؟!"

ساد الصمت قليلاً، ثم قال الأب:
> "يبدو أنك كبرت يا بني… وحان الوقت لتعرف مهنتي."

ابتسم الطفل بتلهف، لكن الأب قال:
> "دعنا نعقد اتفاقًا… تتناول العشاء معنا الليلة، وبعدها سأصطحبك إلى عملي."
وافق الابن بحماس، وتناول العشاء بنشاط، ثم خرجا معًا في الظلام.

سارا على جانب الطريق حتى وصلا إلى منزل مهجور، فتوقف الأب وقال:
> "ابقَ هنا يا بني… سأدخل هذا المنزل لأرى إن كان فيه شيء ثمين… ربما أستطيع سرقته."

صُعق الطفل من الجواب، وقال الأب بهدوء:

> "نعم يا بني، هذه مهنتي… وقد حان الوقت لتكون عونًا لي."

ناول الأب هاتفًا قديمًا لطفله ، وقال له:

> "إذا مرّ أحد، رنّ علي مرة واحدة.
وإذا شعرت أنه رآك، رنّ مرتين.
وإذا شعرت أنه رآني أنا، رنّ ثلاث مرات."

دخل الأب إلى المنزل، وبعد دقائق قليلة… بدأ الهاتف يرن!

ارتبك الأب بعدما شعر بهاتفه يرن....
رنّة أولى!
ثم ثانية!
ثم ثالثة!

خرج بسرعة، وركض نحو ابنه وهو يلهث:
> ــ من  رآني؟!

أشار الطفل بإصبعه الصغير إلى السماء، وقال بصوت ثابت:

"الله يا أبي… هو الذي رآك و رآني من فوق السماء."


سقط الأب على ركبتيه، وهو يطأطئ رأسه من الخجل، ثم قال:

> "أعاهدك يا بني، وأعاهد الله… أنني لن أسرق مرة أخرى."
الله يرانا يا أبي... Reviewed by قصة on يوليو 14, 2025 Rating: 5 قصة قصيرة مؤثرة عن الرقابة الإلهية، والضمير، والبراءة التي تُحرج الكبار. مشهد بسيط، لكنه يهزّ القلوب ويوقظ النائم فينا. (  مهنة أبي ) كان طف...

ليست هناك تعليقات: