قصة قصيرة مؤثرة عن التوبة، لطف الله، وصدق النية... بطلها لص، ونهايتها سجدة عند الكعبة.
ذهب إمام مسجد إلى السوق ليشتري أغراضًا لمنزله، فإذا به يرى لصًا يسرق الناس.
وفي المساء، بعدما صلى الإمام العشاء بالناس، رأى نفس اللص يصلي خلفه مع الجماعة.
لم يعجبه الأمر، فاقترب منه وقال: "يا أخي، هذه المعاملة لا تليق بالمولى عز وجل، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة."
فأجابه السارق بهدوء: "يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة، فأحببت أن أترك بابًا واحدًا مفتوحًا..."
ومرت الأشهر...
وسافر الإمام لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافه بالكعبة، رأى رجلًا متعلّقًا بستارها، يناجي ربه باكيًا:
> "ربّي، أتراك معذّبي وتوحيدُك في قلبي؟! وعزّتك، لا أظنك تفعل.
ولئن فعلت، لجعلتني مع قوم طالما أبغضتهم لك.
اللهم إني أطعتك في أحب الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك،
ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك: الشرك بك،
فاغفر لي ما بين ذلك، وارحم ضعفي وقلة حيلتي، يا أرحم الراحمين..."
تأثر الإمام من صدق كلماته، واقترب منه... فكانت المفاجأة:
إنه لص الأمس هو نفسه تائب اليوم!
ابتسم الإمام، وبتأثر قال له:
"تركت بابًا مفتوحًا، ففتح الله لك أبوابًا كثيرة..."
ليست هناك تعليقات: