قصة الحسن البصري والحمال
في سوق البصرة
في أحد أيام البصرة، كان الحسن البصري رحمه الله يسير في السوق، وقد استأجر حمالًا ليحمل بعض متاعه إلى البيت. سار الرجلان جنبًا إلى جنب، وكان الحسن يصغي إليه، فإذا به يسمع منه كلمات قليلة، يرددها بصوت خافت:
"الحمد لله... أستغفر الله."
سرّ الكلمتين
فلما وصلا إلى بيت الحسن، سأله:
ــ يا هذا، ما سرّ هاتين الكلمتين اللتين لم تفتر عنهما شفتاك؟
فقال الحمال في بساطة العالم العارف:
ــ يا سيدي، إن حياتي مع الله لا تخرج عن حالين اثنين؛ نعمة منه تستوجب حمدي، وتقصير مني يستوجب استغفاري... فما وجدت أفضل من هاتين الكلمتين أن ألقى بهما ربي.
دهشة الحسن البصري
فأطرق الحسن مليًّا، ثم قال مندهشًا:
ــ "حمال أفقه منك يا حسن!"
لقد أدرك أن الفقه الحقيقي ليس بكثرة الكلام، بل بصفاء القلب وبساطة الفهم.
الرضا... جنة الدنيا
ثم تذكّر أن أعظم عطايا الله لعباده ليست السعادة الزائلة، بل الرضا، ذلك السكن العميق في الروح، الذي يجعلك ترى النعمة فتحمد، وترى تقصيرك فتستغفر.

0 تعليقات